وتشير الدراسة، التي قام بها خبراء من جامعة "غلاسكو" وشملت أطفالاً من جنوب إفريقيا، إلى أن فوائد الرضاعة الطبيعية لا تقتصر على الصحة البدنية.
ولطالما نصح الخبراء بإرضاع الطفل حتى يبلغ 6 أشهر من العمر، إذا أمكن، حيث تساعد الرضاعة الطبيعية على تقوية جهازي المناعة والهضمي، وتقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان.
وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية النساء بتغذية أبنائهن عن طريق الرضاعة الطبيعية فقط حتى عمر 6 أشهر على الأقل، ثم الاستمرار في إرضاعهم مع إدخال بعض الأغذية الأخرى تدريجياً. فكلما طالت مدة الرضاعة الطبيعية، زادت الحماية والفوائد الصحية، وفقاً لما أوردته الهيئة.
لكن معظم الأمهات في المملكة المتحدة يتوقفن عن الرضاعة الطبيعية مبكراً جداً، ويستبدلونها باللبن الصناعي. فقد وجد أن 34% فقط من الأطفال في بريطانيا يرضعون طبيعياً حتى عمر 6 أشهر، بينما تبلغ النسبة في الولايات المتحدة 49% وفي ألمانيا 50%، وفي سويسرا 62%.
الرضاعة الطبيعية تقلل من السلوك العنيف
فالاضطرابات السلوكية التي تظهر في الطفولة قد تؤدي إلى السلوك العنيف، وربما تؤثر على العملية التعليمية، والعلاقة مع الأقران، ما قد يسبب ضعف الثقة بالنفس والمشكلات السلوكية الأخرى.
كما أن المشكلات السلوكية التي تبدأ في الطفولة وتستمر حتى سن المراهقة ترتبط بالسلوكيات العدوانية والإجرامية، وكذلك باحتمال الإصابة بالأمراض العقلية على المدى الطويل، وضعف المستوى الدراسي. وتقدر التكلفة السنوية للجرائم الناتجة عن المشكلات السلوكية التي تبدأ في الطفولة بـ79 مليار جنيه إسترليني.
وتقول د. روث بلاند، من جامعة جلاسجو: "تشير الدراسات في الدول ذات الدخل المرتفع إلى أن تكلفة المشكلات السلوكية ضخمة للغاية".
وذكرت د. روث أن دراسات سابقة أشارت إلى أن الجرائم التي يرتكبها الأشخاص الذين عانوا من المشاكل السلوكية في الطفولة تبلغ تكلفتها 60 مليار جنيه إسترليني سنوياً على مستوى العالم.
ويقول د. بيتر سينجر، المدير التنفيذي لمؤسسة جراند تشالنجز الكندية، التي قامت بتمويل الدراسة: "تشير هذه الدراسة إلى أن الآباء يمكنهم أن يجعلوا من أطفالهم أشخاصاً أصحاء واجتماعيون وأذكياء ببساطة: بالرضاعة الطبيعية".
وتحذر منظمة الصحة العالمية من أن معدلات الرضاعة الطبيعية في بريطانيا هي الأدنى على مستوى العالم.
وتفيد الإحصاءات بأن طفلاً واحداً من كل 200 طفل، أي ما نسبته 0.5%، في المملكة المتحدة يحصل على الرضاعة الطبيعية حتى عمر 12 شهراً، بالمقارنة، تبلغ تلك النسبة في الولايات المتحدة 27%، وفي النرويج 35%، وفي نيوزيلاندا 44%، وفي الهند 92%.
منظمة اليونيسيف تفيد بأنه يمكن الحد من بدانة الأطفال والإصابة بالأمراض المعدية بصورة كبيرة إذا ما قرر عدد أكبر من الأمهات إرضاع أطفالهم رضاعة طبيعية.
أما الأمهات أنفسهن فتعتبر الرضاعة الطبيعية هامة بالنسبة لهن؛ وذلك لأن نسبة الإصابة بسرطان الثدي أقل كثيراً بين النساء اللاتي أرضعن أولادهن رضاعة طبيعية.
- هذا الموضوع مترجم عن صحيفة Daily Mail البريطانية.
|