أيها الأخوة الكرام سنكمل في هذا الدرس إن شاء الله وبتوفيقه إن شاء الله تعالى سلسلة من الدروس تكمل دروس تربية الأولاد في الإسلام .
ما لم تكن أنت قدوةً لابنك ، ما لم تكن أنت صادقاً لن يكون ابنك صادقاً ، ما لم تكن أنت عفيفاً لن يكون ابنك عفيفاً ، ما لم تغض أنت بصرك عن محارم الله لن يغض ابنك بصره عن محارم الله ، ما لم تكن أميناً لن يكون ابنك أميناً ، وفي فكرة هي أن الآباء يتصورون بسذاجة أن أولادهم لا يعلمون ، والله من خلال بعض التجارب الابن ولو رأيته صغيراً لا ينتبه إلى كل شيء ولكنه في الحقيقة غير ذلك .
حدثني أخ مقيم في أمريكا سأل ابنه : هل نظفت أسنانك ؟ فسكت ، سأله ثانيةً فسكت ، سأله ثالثةً قال له : نعم ولا باللغة الإنكليزية ، قال له : كيف ؟ قال له : أنا أنظفها دائماً اليوم لا ، فعنفه الأب لماذا تكذب علي ؟ ـ إجابته لا تصدق ـ قال له : كلينتون يكذب في موضوع مونيكا ، الابن الصغير في المرحلة الابتدائية يتابع الأخبار ، هو كذب حينما أدلى بتصريحات غير صحيحة .
بنت ترى أمها تكذب على أبيها ، ابن يرى من أبيه كذباً في البيع والشراء ، أحياناً يكون ابنك في المحل والبضاعة مثلاً ليست من أصل معين ، من منشأ آخر ، وليس عليها المنشأ ، الشاري يسأل عن منشأ البضاعة ، يقول له : هذه بضاعة إنكليزية أو فرنسية ، وهي ليست كذلك ، الابن ينتبه .
الحقيقة الإنسان أيها الأخوة ماذا أقول ؟ لو كان في الدرجة السفلى من السلم الاجتماعي في حالة خطيرة جداً أن يسقط من عين نفسه ، الإنسان حينما يكذب أو حينما يتناقض أو حينما يخالف منهج الله أو حينما لا يكون كاملاً يسقط من عين نفسه ، في الدرجة الثانية الإنسان حينما يسقط من عين أهله يعني زوجته وأولاده ، قد تجد متاعب خارج البيت ، قد تجد صعوبات ، قد تجد خصومات ، قد تجد أعداء ، قد تجد مناوئين ، أما أن تسقط من عين زوجتك ومن عين أولادك هذه مشكلة كبيرة .
أنا والله كل يوم تقريباً ، أو كل أسبوع ، أو كل عدة أيام تأتيني مشكلة أن أبي فعل كذا ، الأب ساقط من عين ابنه ، قال لي : أبي شهواني ، يعني طلق أمه وتزوج امرأةً بعيدةً عن الدين ، متفلتة ، تلبس ثياباً فاضحة ، وهو بالستين ، واستغنى عن كل أولاده ، واستغنى عن زوجته ، واستغنى عن مكانته ، وهذه المرأة تأخذ منه كل أمواله ، وتبقي أهله بلا طعام ، والله ما رأيت مصيبة أكبر من أن يسقط الإنسان من عين أولاده ، وجدت الابن ناقماً نقمةً شديدة لا توصف على أبيه .